فوزي طلاعة: حملة انتقامية تعترض مساعيه الجريئة لكشف حقيقة اختفاء والده القسري
بيان منظمة شعاع لحقوق الإنسان
تستمر محاولات إسكات عائلات المختفين قسريًا في الجزائر، باتباع سياسة المضايقات الممنهجة والتهديدات المباشرة وغير المباشرة، بشكل انتقامي، بسبب سعيهم المشروع للكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة في قضايا الاختفاء القسري، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والحق في البحث عن الحقيقة.
من بين الحالات التي تتعرض لها عائلات المختفين قسريًا في الجزائر، حالة السيد فوزي طلاعة (34 سنة) الذي يُقيم مع عائلته في ولاية قسنطينة شرق الجزائر، وما يتعرض له من حملة انتقامية بسبب سعيه الدؤوب للكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة في قضية اختفاء والده فريد طلاعة قسرًا منذ عام 1998. هذه القضية التي تركت ألمًا عميقًا في قلوب عائلته، تمثل مثالًا صارخًا لمعاناة ضحايا الاختفاء القسري وذويهم في البحث عن الحقيقة والعدالة.
يتعرض السيد فوزي لحملة ترهيب مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية، حيث تم اعتقاله وسجنه في عامي 2020 و2023، بالإضافة إلى تفتيش منزله العائلي عدة مرات في ولاية قسنطينة. وبرغم الشكاوى المتعددة التي تقدم بها إلى الجهات القضائية للكف عن ترهيبه ووقف التهديدات التي يتعرض لها، ما زال يواجه إلى اليوم تهديدات مباشرة تشمل ملاحقات قانونية تعسفية واستلامه استدعاءات متكررة من الجهات الأمنية ومحاولات فتح قضايا ملفقة ضده، وتهديدات غير مباشرة عبر رسائل تهديد مستمرة تستهدف ثنيه عن متابعة قضيته ومحاولات تشويه سمعته.
إن رحلة فوزي في البحث عن والده ليست مجرد معركة شخصية، بل هي تعبير عن إيمان عميق بمبادئ الحق والعدالة والكرامة الإنسانية. ومع ذلك، فإن هذا السعي النبيل جوبه بمحاولات لإسكاته من خلال أساليب متعددة من الترهيب. وهذه الأساليب لا تستهدف فوزي فقط، بل تهدف إلى قمع كل صوت يطالب بالعدالة وحقوق الإنسان. هذه الممارسات تمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان وأهالي ضحايا الاختفاء القسري في الجزائر، خاصة وأن الدولة لم تصادق حتى الآن على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، كما أن هذه الممارسات تتنافى مع القوانين الوطنية والدولية التي تكفل الحق في حرية التعبير، والحق في معرفة الحقيقة، وحق العائلات في المطالبة بالعدالة دون خوف أو ترهيب.
شعاع تُطالب السلطات الجزائرية بما يلي:
– وقف جميع أشكال الانتقام والترهيب التي يتعرض لها فوزي طلاعة، وتوفير الحماية الفورية له ولعائلته من أي تهديد أو انتقام.
– التصديق العاجل على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، والعمل على مواءمة التشريعات الوطنية مع أحكامها لضمان حقوق الضحايا وأسرهم.
– ضمان احترام حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان، وضمان احترام الحق في التعبير والمساءلة، ووقف استغلال الأجهزة الأمنية كأداة لقمع الأصوات المطالبة بالعدالة.
– ضمان حماية أسر المختفين قسريًا، ووضع آليات واضحة لحمايتهم من أي أعمال انتقامية.
دعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية:
تُناشد منظمة شعاع الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية تكثيف جهودها من أجل:
– الضغط على السلطات الجزائرية لضمان حماية حقوق السيد فوزي طلاعة وعائلته وجميع أسر المختفين قسريًا.
– الوقوف إلى جانب فوزي طلاعة في معركته العادلة، ودعم جهود جميع من يسعون لتحقيق العدالة وضمان عدم تكرار هذه المأساة.
– متابعة حالة حقوق الإنسان في الجزائر وضمان الامتثال للمعايير الدولية.
– إدراج قضية الاختفاء القسري في الجزائر ضمن الأولويات الدولية لتحقيق العدالة.
الاختفاء القسري جريمة لا تسقط بالتقادم:
تؤكد منظمة شعاع لحقوق الإنسان أن قضايا الاختفاء القسري جريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي، وتمثل انتهاكًا خطيرًا لا يسقط بالتقادم، وأن نضال السيد فوزي طلاعة وأسرته هو حق مشروع لا يمكن لأحد تقييده أو مصادرته. كما تُحمّل الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات كامل المسؤولية عن أي ضرر قد يتعرض له فوزي طلاعة أو أي فرد من عائلته نتيجة مواقفهم الشجاعة.
تؤكد منظمة شعاع التزامها الكامل بالدفاع عن حقوق الإنسان وفضح جميع الممارسات التي تسعى إلى قمع الأصوات المطالبة بالحقيقة والعدالة، وتجدد تضامنها مع السيد فوزي طلاعة وكل من يسعى لكشف الحقيقة حول مصير أحبائهم.