Site icon leméditerranéen المتوسطي

تأشيرة جزائرية إلزامية للمغاربة

يبدأ تبون ولايته الرئاسية الثانية بفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى الجزائر. يأمل أن يعتمد المغرب قاعدة المعاملة بالمثل لتجنب التدفق الكبير للجزائريين إلى المغرب بمناسبة إقامة النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية.

بقلم: هشام عبود

منذ أن أعلنت الكاف قرار تنظيم النسخة القادمة من كأس الأمم الأفريقية في المغرب، لم يستطع المسؤولون الجزائريون النوم. كان عليهم إيجاد وسيلة لمنع الجار الغربي من استضافة أرقى المسابقات الرياضية الأفريقية.

بعد أن فقد وزنه على الساحة الدولية، فشل النظام الجزائري أولاً في قبول ترشيحه. ثم فشل في إقناع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم برفض ترشيح المغرب بحجة أن المغرب انسحب قبل أشهر قليلة من استضافة النسخة الثلاثين بسبب تفشي مرض الإيبولا، الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص في أفريقيا. تم رفض الاعتراضات الجزائرية من قبل الجهات الحاكمة للكاف، فاضطر القادة الجزائريون إلى الاعتراف بواقع لا يخدمهم على الإطلاق.

المشكلة الأولى للنظام الجزائري هي “كيف نمنع الجزائريين من السفر إلى المغرب واكتشاف إنجازات مملكة ذات موارد عشر مرات أقل من الجزائر، لكنها تفوقت بشكل كبير على جارتها الغنية بالنفط.” التفوق المغربي لا يقاس بالكلام والخطابات المليئة بالأكاذيب. يقاس هذا التفوق بشكل ملموس من خلال البنية التحتية للطرق، شبكة السكك الحديدية التي تضم القطار السريع الوحيد في أفريقيا، والبنية التحتية الرياضية التي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة إلى حد أنها ستنظم كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. هذا أمر هائل! الجنرالات الجزائريون، صناع القرار الفعليون من وراء الكواليس، لم يعودوا يحتملون هذا الوضع. كل حركتهم غير المجدية ضد المغرب أثبتت أنها فاشلة، والمغرب يستمر في طريقه دون ضجة أو استجابة للاستفزازات.

إلى جانب القرارات العديدة غير الشعبية التي تتعارض مع مصالح الشعب الجزائري، مثل إغلاق الحدود البرية وإغلاق المجال الجوي وقطع العلاقات الدبلوماسية، جاء اليوم القرار غير العادل بفرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في زيارة الجزائر، بهدف جعل المملكة المغربية تتبع نفس النهج وتطبق قاعدة المعاملة بالمثل.

وماذا إذا رفض المغرب تطبيق المعاملة بالمثل؟ سيكون هذا هو الصفعة التي يستحقها قادة النظام الذي يصفه الكثيرون بأنه “نظام مارق”. سيكون ذلك الضربة التي لم يتخيلها قادة نظام يعاني من “فوبيا المغرب” المزمنة.

Exit mobile version