الموقف النهائي لسقوط نظام الأسد في سوريا
شهدت سوريا تطورًا تاريخيًا اليوم الأحد، حيث تم إعلان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل رسمي بعد عقود من الحكم. جاء ذلك على خلفية تقدم الفصائل المسلحة وإعلان رئيس الحكومة السورية موقفه من التحولات الجارية.
أفادت مصادر من الفصائل المسلحة بأن بيانًا رسميًا سيُبث على التلفزيون السوري قريبًا، دون تحديد الموعد. وأعلن أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام التي تقود الهجوم الشامل في سوريا، أن المؤسسات العامة ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسميًا.
الشرع أصدر تعليماته عبر تطبيق “تليجرام”، داعيًا قواته إلى الابتعاد عن المؤسسات العامة ومنع إطلاق النار في الهواء، مشددًا على أهمية الحفاظ على الأمن خلال هذه الفترة الانتقالية.
في السياق ذاته، صرح ضابط في الجيش السوري لوكالة “رويترز” بأن قيادة الجيش أبلغت ضباطها بانتهاء حكم الأسد، بعد هجوم مفاجئ شنه مقاتلو الفصائل.
وفي شوارع دمشق، احتشد الآلاف في ساحة رئيسية، مرددين شعارات الحرية، في حين أعلن هادي البحرة، زعيم المعارضة السورية في الخارج، أن دمشق أصبحت خالية من الأسد.
في وقت سابق من اليوم، أكدت الفصائل المسلحة سيطرتها الكاملة على مدينة حمص، في خطوة وُصفت بأنها قلبت موازين الصراع المستمر منذ 13 عامًا. تُعتبر حمص محورًا استراتيجيًا يربط دمشق بالساحل السوري، حيث تتركز الطائفة العلوية الحاضنة للأسد وحلفاؤه الروس.
تحرير المدينة شهد أيضًا إطلاق سراح آلاف المعتقلين من السجون، مع فرار قوات الأمن بعد تدمير وثائقها.
رغم اعتماد الأسد على دعم حلفائه، مثل روسيا وإيران، في قمع المعارضة، فإن التحولات الإقليمية والدولية أثرت سلبًا على قدرته على الصمود. انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا منذ عام 2022، والخسائر التي تكبدها حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل، قلصت من قدرة الحلفاء على تقديم الدعم اللازم.
مع إعلان انتهاء حكم الأسد، تبرز تحديات كبيرة أمام سوريا في المرحلة الانتقالية، تشمل إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار السياسي. التصريحات الدولية، مثل موقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعدم التدخل، تضيف مزيدًا من التعقيد على المشهد السوري الذي يقف الآن عند مفترق طرق تاريخي.