المغاربة في إسبانيا يضربون مثالاً رائعًا في التضامن والمساعدة الإنسانية
في ظل الفيضانات القوية التي اجتاحت مدينة فالنسيا الإسبانية، برزت الجالية المغربية المقيمة هناك بجهود إنسانية لافتة لدعم المتضررين وإغاثتهم. وقد انتشر مؤخرًا مقطع فيديو أثار تفاعلًا كبيرًا في إسبانيا، يظهر دور المسلمين المغاربة في تقديم يد العون من الساعات الأولى للأزمة.
مع بزوغ الفجر، انطلقت نداءات من المساجد لحشد جهود المساعدة، ليهب المغاربة، صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، في قوافل تضامنية تحمل المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية، متوجهين نحو القرى المتضررة. ولم يكتفوا بتوزيع المساعدات، بل انخرطوا أيضًا في عمليات البحث عن المفقودين والمساعدة في إنقاذهم.
وفي خطوة تعكس عمق العلاقات المغربية الإسبانية وروح التضامن الملكي، أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية لوزير الداخلية المغربي لإجراء اتصال هاتفي مع نظيره الإسباني. وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية أن الوزير المغربي، خلال هذا الاتصال، أبلغ نظيره الإسباني بأن المغرب، وطبقًا للتعليمات الملكية السامية، على أتم الاستعداد لإرسال فرق إغاثة وتقديم كل المساعدة الضرورية لإسبانيا لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية. كما جدد الوزير، بحسب البلاغ، تقديم عبارات التعازي والتضامن للسلطات الإسبانية ولعائلات الضحايا.
هذه المبادرة الإنسانية سلطت الضوء على الروح التضامنية التي يتميز بها المغاربة، وعمّقت روابطهم القوية مع المجتمع الإسباني، خاصة وأن تاريخهم مع الأندلس يحمل إرثًا من التعايش والتلاحم. تصرف المغاربة هذا ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الإسبان، حيث استجاب المجتمع المحلي أيضًا بشكل إيجابي، متابعًا خطوات الجالية المغربية في تقديم يد العون.
لقد أثبت المغاربة في المهجر، وخصوصًا في إسبانيا، أنهم نموذج يحتذى به في التضامن الإنساني، وأعطوا مثالاً رائعًا في كيفية التكاتف ومساعدة الآخر في وقت الأزمات.