في استعراض مذهل للدبلوماسية البصيرة والتعاون الاستراتيجي، جرت مؤخرًا مناقشات خاصة ذات أهمية تاريخية بين رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو محمد بن زايد (MBZ)، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. هذه المحادثات، التي تندرج في إطار المبادرة الأطلسية الطموحة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبشر بعهد جديد من الازدهار لموريتانيا والسواحل الأطلسية المشتركة مع المغرب.
المبادرة الأطلسية، التي تمثل حجر الزاوية في الرؤية الاقتصادية والجيوستراتيجية للمغرب، تهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز تجاري وصناعي دولي. ويعد الدعم المالي الكامل لدولة الإمارات العربية المتحدة لهذا المشروع الضخم بتعزيز العلاقات الثلاثية بين الرباط وأبوظبي ونواكشوط، ودفع موريتانيا نحو نمو اقتصادي غير مسبوق.
استثمارات تحويلية: نواذيبو والكويرة، منارات الأطلس الجديدة
أكد محمد بن زايد خلال المحادثات مع محمد ولد الشيخ الغزواني أن هذه الاستثمارات ستغير الاقتصاد الموريتاني بشكل جذري، مما سيرفع المدن الساحلية نواذيبو في موريتانيا والكويرة في المغرب إلى مرتبة “دبي” جديدة في المنطقة. تعتمد هذه الطموحات على استثمارات ضخمة في البنية التحتية للموانئ، التجارة البحرية، والمناطق الصناعية، بهدف واضح وهو جعل هذه المدن مراكز اقتصادية تربط بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.
تستعد نواذيبو، الميناء الاستراتيجي في موريتانيا، لتصبح مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لتصدير المعادن والنفط والموارد السمكية. في الوقت نفسه، تستفيد الكويرة، الواقعة في أقصى جنوب المغرب، من موقع مثالي لتطوير أنشطة موانئ ذات قيمة مضافة عالية، ما يجذب الشركات الدولية المتخصصة في الخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة.
رؤية مشتركة: الدور المركزي للمغرب
يبرز صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الفاعل الرئيسي في هذه المبادرة، استقرار المغرب ورؤيته المستنيرة كعامل محفز للتنمية الإقليمية. لطالما دعا الملك إلى تعزيز التعاون الاقتصادي جنوب-جنوب، وهذه المبادرة تؤكد الدور الرائد للمغرب في بناء مستقبل مزدهر لغرب إفريقيا.
لا تقتصر المبادرة على الجانب الاقتصادي فقط، بل تنسجم أيضًا مع نهج أوسع لتحقيق الاستقرار والتنمية، مما يعزز الأمن والتعاون في جميع أنحاء المنطقة. وتعتبر دولة الإمارات، بفضل قدراتها المالية وخبراتها في مجال التنمية الحضرية والتكنولوجية، شريكًا مثاليًا لتحقيق هذه الرؤية.
تأثير تحويلي: عصر جديد لموريتانيا
بالنسبة لموريتانيا، تمثل هذه الاستثمارات فرصة فريدة لتنويع اقتصادها وخلق وظائف مستدامة لشبابها. تحويل نواذيبو إلى قطب صناعي وتجاري مرجعي سيمكن موريتانيا من أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في التجارة البحرية واللوجستيات في غرب إفريقيا.
أكد محمد بن زايد أن دولة الإمارات ملتزمة بدعم موريتانيا في هذا المسار الجديد، وضمان استفادة جميع سكان موريتانيا من العائدات الاقتصادية. عزم الإمارات على جعل موريتانيا نموذجًا للتنمية والحداثة يعكس التزام أبوظبي العميق بتعزيز التعاون الأفريقي-العربي.
تعاون ثلاثي “رابح-رابح-رابح”:
تجسد المبادرة الأطلسية لصاحب الجلالة محمد السادس، بدعم من محمد بن زايد ومحمد ولد الشيخ الغزواني، قوة التعاون الثلاثي. تؤكد هذه المبادرة على أهمية توحيد الجهود لضمان نمو مشترك ومستدام. ويمثل هذا المشروع، الذي سيمتد على طول السواحل المغربية والموريتانية، أكثر من مجرد مشروع اقتصادي؛ إنه رمز حقيقي للتضامن والازدهار المشترك.
من خلال الجمع بين رؤاهم ومواردهم، يعيد المغرب وموريتانيا ودولة الإمارات رسم مستقبل الأطلس الأفريقي، مما يضع المنطقة على مسار نمو غير مسبوق. سيشهد العالم بإعجاب هذه التحولات التي ستحول نواذيبو والكويرة إلى جواهر اقتصادية تقارن بدبي.
المصدر : Le7tv