“الجزائر القوة العالمية الثالثة” كذبة أم تهور الرئيس تبون
ينطلق الرئيس المرشح لولاية ثانية على رأس الدولة، عبد المجيد تبون، دون أن يواجه أدنى معارضة، ولم يعد لديه أي ضوابط. تصريحاته التي تدعي أن الجزائر هي ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم قسمت الرأي العام بين الاستنكار والضحك.
بقلم هشام عبود
“يجب إدخاله إلى مستشفى للأمراض العقلية”، “لقد تجاوز كل الحدود”، “الجزائريون يشعرون بالخجل لوجوده كرئيس”، “العسكريون الذين يفرضونه على الجزائر بالقوة من خلال التزوير والقمع هم أسوأ منه”، “هل هو في كامل قواه العقلية؟” … كانت هذه بعض الردود على مواقع التواصل الاجتماعي بعد التصريحات المثيرة للرئيس المرشح. لقد رأينا وسمعنا كل شيء من تبون. لكن لم نكن نتوقع مثل هذا الغباء. نعم، إنها غباء كبير لا يمكن لأي شخص عاقل وفي كامل قواه العقلية أن يتجرأ على نطقه.
لأول مرة في تاريخ الجزائر، يتولى منصب رئيس الدولة شخص من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة، حيث تنهال التصريحات الغريبة والمبالغات التي تجعل من الجزائر محل سخرية في العالم.
الادعاء بتحويل الجزائر إلى ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم خلال خمس سنوات من الحكم هو سخرية في الأساس من نفسه. حتى تبون نفسه لن يكون قادرًا على تصديق ما قاله من حماقة أثناء الإدلاء بهذا التصريح. من أجل إعلامه وإعلام أتباعه الذين يصفقون بحرارة لمثل هذا الهراء، نعرض أدناه ترتيب أقوى 20 اقتصادًا في العالم.
الجزائر، التي يعاني سكانها من العطش ويقفون في طوابير طويلة للحصول على كيس من لتر واحد من الحليب أو كيس من السميد، والتي يبلغ الحد الأدنى للأجور فيها 90 يورو، وهو أقل بكثير من مثيله في المغرب وتونس وموريتانيا، لا تندرج حتى في قائمة أقوى 100 اقتصاد في العالم.
فقط بسبب هذا التصريح المضحك، تبون غير مؤهل لولاية ثانية كرئيس. وذلك فقط من أجل كرامة الجزائر.
تم نشر تصنيف أقوى 10 اقتصاديات عالمية في 2024 بناءً على الناتج المحلي الإجمالي (GDP) من قبل موقع فوربس المتخصص. ووفقًا لهذا التصنيف، تظل الولايات المتحدة الدولة الأكثر ثراءً في العالم، تليها الصين وألمانيا التي تحتل المركز الثالث.
الناتج المحلي الإجمالي هو مؤشر يسمح بتقييم القوة الاقتصادية لدولة ما. يسمح بتحديد القيمة الإجمالية “لإنتاج الثروة” السنوي الذي يتم بواسطة الوكلاء الاقتصاديين المقيمين داخل منطقة معينة. غالبًا ما يتم تقسيمه على عدد سكان المنطقة المحددة للحصول على الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد، مما يغير ترتيب التصنيف.
10- كندا
تعتمد الاقتصاد الكندي بشكل كبير على موارده الطبيعية الوفيرة، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن والخشب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبلاد الاعتماد على قطاع خدمات مزدهر، وصناعة تصنيع راسخة، ورغبة كبيرة في تشجيع الابتكار والتقدم التكنولوجي. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في كندا هو 1.2%.
09- البرازيل
يتميز الاقتصاد البرازيلي بمجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الزراعة، والتعدين، والتصنيع، والخدمات. إنها واحدة من المراكز العالمية الرائدة في إنتاج وتصدير المنتجات الزراعية. يحدد عدة عوامل، بما في ذلك أسعار المواد الخام والاستهلاك الداخلي والتقدم في البنية التحتية، نمو الاقتصاد البرازيلي. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في البرازيل هو 2.2%.
08- إيطاليا
ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وثامن أكبر اقتصاد في العالم، يمكن لإيطاليا أن تفخر بامتلاكها سوقًا متطورة للغاية. البلد معروف بقطاعه التجاري المؤثر، والسياحة، وصناعته الزراعية التنافسية. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا هو 0.7%.
07- فرنسا
تحتل فرنسا المرتبة السابعة في ترتيب القوى الاقتصادية العالمية بناتج محلي إجمالي يقدر بـ 2.920 مليار دولار في عام 2023. يتميز الاقتصاد الفرنسي بتنوعه، حيث يركز على صناعات مثل الطيران، والسياحة، والمنتجات الفاخرة، والزراعة. فرنسا مشهورة بنظامها القوي للضمان الاجتماعي، وبنيتها التحتية المتطورة، واستثماراتها في البحث والتطوير. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في فرنسا هو 0.7%.
06- المملكة المتحدة
الاقتصاد البريطاني، الذي يحتل المرتبة السادسة في التصنيف، يتألف من مزيج من الخدمات، والصناعات التحويلية، والمالية، والقطاعات الإبداعية، ويساعده كثيرًا عاصمته لندن، التي تعد مركزًا ماليًا عالميًا ضخمًا يجذب الاستثمارات الأجنبية. تشكل تحالفاتها التجارية والعولمة أيضًا توسع الاقتصاد البريطاني. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة هو 0.5%.
05- الهند
تحتل الهند المرتبة الخامسة في ترتيب أقوى القوى الاقتصادية العالمية في 2024. يتميز الاقتصاد الهندي بتنوعه ونموه السريع، الذي يغذيه قطاعات رئيسية مثل تكنولوجيا المعلومات، والخدمات، والزراعة، والصناعة التحويلية. يستفيد البلد من سوقه الداخلية الكبيرة، ومن يد عاملة شابة وماهرة تقنيًا، وطبقة وسطى متنامية. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في الهند هو 6.8%.
04- اليابان
يميز الاقتصاد الياباني تقنيته المتقدمة، وصناعته التحويلية، وخدماته. القطاعات الأهم هي صناعة السيارات، والإلكترونيات، والمالية. بالإضافة إلى ذلك، يشتهر اليابان بأخلاقيات العمل الراسخة، وابتكاراته التكنولوجية الرائدة، وتصدير منتجاته ذات الجودة العالية. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في اليابان هو 0.9%.
03- ألمانيا
يتركز الاقتصاد الألماني بشكل كبير على التصدير ويستفيد من قطاعات قوية في الهندسة، وصناعة السيارات، والكيماويات، والصيدلة. تعتمد البلاد على يد عاملة ماهرة، ومبادرات قوية في البحث والتطوير، والتزام قوي بالابتكار. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا هو 0.2%.
02- الصين
شهدت الصين ازدهارًا اقتصاديًا كبيرًا، حيث انتقلت من المرتبة الرابعة في الترتيب في عام 1960 إلى المرتبة الثانية في عام 2023. يعتمد الاقتصاد الصيني بشكل رئيسي على الصناعة التحويلية، والتصدير، والاستثمارات. تمتلك الصين يد عاملة كبيرة، ودعم حكومي قوي، وبنية تحتية متزايدة الجودة، وسوق مستهلكين متنامية. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في الصين هو 4.6%.
01- الولايات المتحدة
تحتفظ الولايات المتحدة بمكانتها كأكبر قوة اقتصادية عالمية وأغنى دولة في العالم، حيث تحتل بثبات الصدارة في الترتيب من عام 1960 إلى 2023. يتميز اقتصادها بتنوعه الكبير، بفضل قطاعات رئيسية مثل الخدمات، والصناعة التحويلية، والمالية، والتكنولوجيا. تستفيد الولايات المتحدة من سوق مستهلكين كبير، وتشجع على الابتكار وروح المبادرة، وتمتلك بنية تحتية قوية، وتستفيد من ظروف تجارية مواتية. معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة هو 2.7%.
خلف هذه الدول العشر، نجد على التوالي: روسيا، والمكسيك، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، وإندونيسيا، وهولندا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، وسويسرا.