آخر كذبة كبيرة “جادة” من تبون
في حديثه عن ما يعتبره حصيلة ولايته الأولى، صرّح عبد المجيد تبون بأن “الجزائر نجحت في استرجاع فندق كان يملكه رجل أعمال سابق في إسبانيا” (دون ذكر اسمه). بالنسبة للعديد من المراقبين، يشير الحديث إلى فندق “إل بالاس” في برشلونة الذي اشتراه علي حداد في عام 2012. كيف تم استرجاع هذا الفندق وما الذي تم فعله به؟ لا أحد يجرؤ على طرح هذا السؤال. مثلما لا يجرؤ أحد على التشكيك في هذا الزعم. زعم يمكن القول إنه كاذب.
فندق “إل بالاس” المعروف سابقًا باسم “ريتز” والذي يقع في وسط مدينة برشلونة، بُني في عام 1919 بمبادرة من سيزار ريتز. وفي عام 1975، خلال الانتقال الديمقراطي، انتقل إلى يد رجل الأعمال الكتالوني جوان غاسبارت ودمج في سلسلة فنادق “هوسا”. في عام 2011، باعت “هوسا” الفندق بمبلغ 80 مليون يورو لرجل الأعمال الجزائري علي حداد، رغم أنها حافظت على إدارة الفندق من خلال عقد إيجار عبر وكالة العقارات “ساراسات”. خلال محاكمته في عام 2019، زعم علي حداد أن الفندق كلفه 54 مليون يورو. ووفقًا للأسبوعية “جون أفريك”، دفع الفاتورة “بفضل ثلاثة قروض من بنوك إسبانية، بالإضافة إلى سلفة قدرها 5 ملايين يورو من صديق كريم فتح له أبواب البنوك الإيبيرية”. تشير الأسبوعية الإفريقية إلى أن “في ذلك الوقت، لم يجد القاضي من الضروري أن يسأله عن أسماء هذه البنوك أو هوية هذا الصديق، ولا عن شروط القروض أو مواعيد السداد”.
بينما كانت “هوسا” تبيع المنشأة للأوليغارشي الجزائري علي حداد، استمرت في إدارتها من خلال عقد إيجار عبر وكالة العقارات “ساراسات”. في عام 2014، أعلنت شركة الإدارة هذه إفلاسها، وتولى حداد إدارة الفندق مباشرة. تشير مصادر أخرى إلى أن إدارة الفندق كانت تحت إشراف شركة “أغينيو إنفرسيونس وجيستيونيس إنموبيلياريس إس. إل” المسجلة في 16 ديسمبر 2011 في السجل التجاري في برشلونة تحت الكود B65675571. “بعد ستة أيام، تم تعيين راضية بوزيان، مواطنة جزائرية تم تجنيسها إسبانية في عام 2019، كممثلة قانونية لشركة أغينيو إنفرسيونس”، حسبما ذكرت “جون أفريك”.
هذه السيدة راضية بوزيان، التي تزوجت من علاوي والتي ليست معروفة كثيرًا في الأوساط الإعلامية والتجارية، يُعتقد أنها المالك الحقيقي لفندق “إل بالاس” في برشلونة من خلال شركتها “رويال بلو بيرد إس إل”. منذ عام 2014، لم يعد هناك أي ارتباط بين فندق “إل بالاس” في برشلونة وعلي حداد الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 18 عامًا في سجن تازولت بولاية باتنة.
من الناحية القانونية والرسمية، الفندق الذي يدعي تبون أنه تم استرجاعه هو ملك للسيدة راضية بوزيان علاوي. من غير الممكن أن يخالف الإسبان قوانينهم لإرضاء الجزائر.
قصة استرجاع فندق “إل بالاس” هي آخر كذبة جادة من تبون مثل 20 مليار يورو التي تم استرجاعها قبل أن يصل المبلغ إلى 30 مليار. حقائق ملموسة؟ مجرد كلام فارغ!