المغرب يمد يد العون لإسبانيا في أزمة انقطاع الكهرباء وسانشيز يشكر المملكة على “تضامنها”
إسبانيا تواجه واحدة من أكبر أزمات الطاقة في تاريخها الحديث، والمغرب يبرز كشريك استراتيجي في لحظة حرجة

في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الإسباني مساء الثلاثاء، كشف رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، عن عودة التيار الكهربائي إلى عدد من المناطق المتضررة في جنوب البلاد، مشيرًا إلى أن ذلك تم بفضل “تدخل المملكة المغربية”، التي ساندت إسبانيا في هذه المرحلة الحرجة، عبر تفعيل شبكات الربط الكهربائي بين البلدين.
سانشيز لم يفوت الفرصة للتعبير عن “شكر خاص للمغرب” على ما وصفه بـ”موقف تضامني نبيل”، في وقت كانت فيه إسبانيا بحاجة ماسّة لأي دعم خارجي لمواجهة أزمة كهرباء غير مسبوقة.
شبكة الربط الكهربائي المغربية الإسبانية تدخل حيّز التفعيل
ويأتي هذا التدخل المغربي ضمن آليات التعاون الطاقي بين البلدين، إذ تمت الاستعانة بخطوط الربط الكهربائي التي تجمع بين شبكات البلدين، ما مكّن من تزويد جنوب إسبانيا بالكهرباء بشكل جزئي ومؤقت، إلى حين استكمال تقييم الأضرار ومعالجة الخلل التقني الذي أدى إلى الانقطاع الواسع.
وأكدت مصادر تقنية أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب شرع فعليًا في تغذية بعض المحطات الإسبانية بالطاقة، في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الرباط ومدريد، خاصة في مجال الأمن الطاقي.
فرنسا أيضًا ضمن شبكة الدعم، وحالة طوارئ في الأقاليم الإسبانية
إلى جانب المغرب، وجّه سانشيز شكره إلى فرنسا التي ساهمت بدورها في توفير دعم طاقي عاجل لبعض المناطق في الشمال الإسباني. وفي المقابل، أعلن عن دخول حالة الطوارئ حيز التنفيذ في عدد من الأقاليم، منها مدريد وإكستريمدورا وأجزاء من الأندلس، تحسبًا لتداعيات إضافية قد تنتج عن هذا الخلل الطاقي الكبير.
أسباب الانقطاع لا تزال غامضة… والمخاوف تتزايد
ورغم عودة التيار تدريجيًا، لا تزال الأسباب الحقيقية وراء هذا الانقطاع الشامل مجهولة حتى الآن، خصوصًا أن ذات العطل مسّ أيضًا أجزاء واسعة من البرتغال، بالإضافة إلى إقليم أندورا. ودعا سانشيز المواطنين إلى التريث وعدم الانجرار وراء التكهنات، مشددًا على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء في المرحلة الحالية.
شلل في المرافق الحيوية وقطارات تتحول إلى ملاجئ
وقد أدى هذا الانقطاع المفاجئ إلى توقف شبه تام في عدد من القطاعات الحيوية، أبرزها التعليم والنقل، حيث توقفت الجامعات والمدارس، وتوقفت حركة القطارات، إضافة إلى تعطل إشارات المرور في عدة مدن، ما تسبب في فوضى مرورية غير مسبوقة.
وفي إجراء استثنائي، أعلنت السلطات عن فتح عربات القطارات كملاجئ مؤقتة للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، خصوصًا في المناطق البعيدة عن مراكز المدن.
تداعيات مرشحة للتصاعد في الأيام المقبلة
وفي الوقت الذي بدأت فيه بعض المناطق تستعيد تدريجيًا التيار الكهربائي، حذّرت السلطات من أن عودة الوضع إلى طبيعته بالكامل قد تستغرق عدة أيام، خصوصًا في ظل استمرار الأعطال في البرتغال، ما يرجّح فرضية وجود خلل إقليمي أو هجوم سيبراني محتمل لم يتم التأكد منه بعد.