المغرب وموريتانيا: شراكة استراتيجية في مجال الطاقة تواجه استفزازات النظام العسكري الجزائري غير المجدية

في استعراض بارع للرؤية الاستراتيجية والبراغماتية، يستعد المغرب وموريتانيا لاتخاذ خطوة جديدة في علاقتهما الثنائية من خلال توقيع مذكرة تفاهم لإقامة اتصال كهربائي بين البلدين. هذا المشروع الطموح، الذي يعد ثمرة تعاون صادق ومثمر بشكل متبادل، يجسد مرة أخرى إرادة المملكة الراسخة لتعزيز التكامل الإقليمي الفعّال، بعيدًا عن المناورات الخبيثة التي تصدر عن الجزائر.
أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، هذا التقدم الهام يوم الثلاثاء 21 يناير، خلال كلمتها أمام لجنة البنية التحتية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة بمجلس النواب. ومن المقرر توقيع هذا الاتفاق يوم الخميس 23 يناير، خلال زيارة وزير الطاقة الموريتاني، مما يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات الطاقية الإقليمية وإنشاء بنية تحتية موثوقة ومستدامة.
المغرب يثبت مكانته كقائد لا يمكن إنكاره في مجال الطاقة، حيث يرسخ موقعه كمحور بين إفريقيا وأوروبا. تتماشى الجهود الضخمة التي يبذلها المغرب في تطوير البنية التحتية للطاقة مع استراتيجية جريئة تشمل مشاريع اتصال مع العديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا.
مع قرب إطلاق اتصال كهربائي ثالث مع إسبانيا بقدرة 700 ميجاواط، وتعزيز البنية التحتية الحالية لتصل إلى 1,550 ميجاواط، يظهر المغرب مجددًا قدرته على التنبؤ وتلبية احتياجات شركائه الطاقية. مما يمثل صفعة قوية للنظام العسكري الجزائري العالق في استراتيجيات قديمة غير مجدية ومحاولات تقسيم فاشلة.

رؤية تقدمية مقابل الجمود الجزائري

على عكس جيرانه الشرقيين المتشبثين بخطاب عدائي وعقيم، يركز المغرب على التنمية والتعاون الإقليمي والابتكار. بينما تستمر الجزائر في إهدار مواردها في محاولات غير مجدية لزعزعة الاستقرار والتدخل، يرسم المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسارًا للتقدم والتكامل الإقليمي. وتجسد توقيع مذكرة التفاهم هذه مع موريتانيا هذه الديناميكية بوضوح، حيث تفتح آفاقًا للتعاون المثمر والواقعي في مجالات الأمن الطاقي والطاقة المتجددة.

استثمارات ضخمة في خدمة إفريقيا

وفاءً بالتزامه بتحقيق تنمية مستدامة وشاملة، رفع المغرب ميزانية استثماراته السنوية في قطاع الطاقة بمقدار خمسة أضعاف، لتصل إلى 5 مليارات دولار. وتُستخدم هذه الأموال بفعالية لتعزيز البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء خطوط الجهد العالي ودمج مصادر الطاقة المتجددة. وبحلول عام 2030، يخطط المغرب لاستثمار ضخم يصل إلى 30 مليار دولار، بهدف إضافة 2,000 ميجاواط من القدرة الإنتاجية الجديدة.
تتناقض هذه النهج الاستباقية مع السياسات الجامدة وغير الفعالة للنظام الجزائري، الذي يفضل بدلاً من الاستثمار في تنمية بلاده وشبابه وإفريقيا، التورط في نزاعات عقيمة وعداء غير مبرر تجاه جيرانه.

رسالة قوية من المغرب وموريتانيا

من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، يرسل المغرب وموريتانيا رسالة قوية: مستقبل شمال وغرب إفريقيا يعتمد على التعاون والتنمية المتبادلة ورؤية مشتركة للتقدم. بعيدًا عن المواقف العقائدية للجزائر، تُظهر الرباط ونواكشوط قوة الدبلوماسية البناءة والحوار الصريح، مما يضع مصالح شعوبهما فوق كل الاعتبارات السياسية.

المصدر: Le7tv

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى