السيسي يلتقي رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، لبحث استقرار الشرق الأوسط

في يوم السبت 16 فبراير 2025، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السيد رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، في لقاء رفيع المستوى بالقاهرة. حضر اللقاء أيضًا السيد حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية. كان الهدف الرئيسي من هذا اللقاء هو دراسة السبل والوسائل لإعادة وإدامة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في ظل التوترات المستمرة.

الجهود المصرية من أجل وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة

وفقًا للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة، تناول الاجتماع بشكل رئيسي جهود مصر الرامية إلى تنفيذ وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة. عرض الرئيس السيسي تفاصيل المبادرات التي اتخذتها بلاده لتسهيل تبادل الأسرى والمعتقلين بين الأطراف المعنية، وكذلك لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، حيث تظل الأزمة الإنسانية مقلقة للغاية.

تندرج مشاركة مصر في هذه المفاوضات ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز السلام وتجنب أي تصعيد قد يزيد من تعقيد الوضع. تلعب مصر دور الوسيط الحيوي في النزاعات الإقليمية، وتسعى بشكل نشط إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

موافقة ودعم المؤتمر اليهودي العالمي

من جانبه، أعرب السيد رونالد لاودر عن امتنانه العميق للحكومة المصرية على التزامها وجديتها في حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن مصر هي واحدة من الدول القليلة التي تلعب دورًا متوازنًا، حيث تسعى إلى إيجاد حلول عملية وقابلة للتنفيذ للأزمات التي تعصف بالمنطقة.

وبحسب السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أكد الرئيس السيسي على ضرورة أن تتحمل جميع الأطراف المعنية مسؤوليتها لضمان احترام وقف إطلاق النار ومنع أي استئناف للأعمال العدائية. وحذر من مخاطر توسع النزاع، موضحًا أن ذلك سيلحق الضرر بكل الأطراف دون استثناء، بما في ذلك الدول التي لا تشارك بشكل مباشر في القتال.

كما شدد السيسي على أن السبيل الوحيد للسلام الحقيقي والدائم هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها. وقد لقيت هذه المواقف دعمًا قويًا من الحكومة المصرية، التي ترى أن إقامة هذه الدولة هي مفتاح إنهاء عقود من عدم الاستقرار والعنف في المنطقة.

إعادة إعمار غزة: أولوية لمصر

نقطة أخرى هامة تناولها الاجتماع هي إعادة إعمار قطاع غزة. وأكد الرئيس السيسي على ضرورة هذه المهمة وصرح بأن مصر تقوم بإعداد خطة شاملة لتلبية احتياجات سكان غزة. وأوضح أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تتم مع احترام حق الفلسطينيين في البقاء على أراضيهم، واستبعاد أي فكرة عن التهجير القسري للسكان.

وقد أشاد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي بهذه المبادرة وأعرب عن دعمه للجهود التي تبذلها مصر. وأكد أيضًا استعداده لاستمرار التشاور مع الحكومة المصرية بشأن مختلف القضايا المتعلقة بالسلام والاستقرار الإقليمي.

أهمية الشراكة بين مصر والولايات المتحدة

في ختام الاجتماع، أدلى السيد رونالد لاودر بتصريح أعرب فيه عن رضاه بشأن هذه اللقاء المثمر مع الرئيس السيسي. وأكد أن الاجتماع كان ممتازًا للغاية وكان مفيدًا بشكل كبير، حيث سمح بمناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط.

كما أشار إلى الأهمية الاستراتيجية لمصر في المنطقة ولفت إلى أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة تعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار الشرق الأوسط. وأوضح أن هذه التعاون الثلاثي بين مصر والولايات المتحدة والمؤتمر اليهودي العالمي قد يكون عاملاً حاسمًا لتحقيق تقدم نحو السلام الدائم.

نحو حل الدولتين: هدف مشترك

أكد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي مجددًا دعمه للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تنفيذ حل الدولتين، وهو النهج الذي من شأنه ضمان التعايش السلمي بين إسرائيل وفلسطين. وقال إن المبادرة المصرية-العربية بشأن غزة هي خطوة مشجعة وتستحق أن يتم النظر فيها بعناية من جميع الأطراف المعنية.

وختم قائلاً إن “السلام هو أمل ملايين الأشخاص ويجب أن يتحقق من خلال مفاوضات عادلة ومتوازنة”. تعكس هذه التصريحات التزام الفاعلين الدوليين المتزايد في إيجاد حل دائم لنزاع طال أمده لعقود.

مصر، لاعب لا غنى عنه في السلام الإقليمي

تظهر هذه اللقاءات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورونالد لاودر مرة أخرى الدور المركزي لمصر في الدبلوماسية الإقليمية. وكوسيط موثوق، تواصل مصر لعب دور أساسي في البحث عن حلول سلمية للأزمات في منطقة الشرق الأوسط.

من خلال جهودها المستمرة، تتمكن مصر من الحفاظ على حوار مفتوح مع جميع الأطراف المعنية، بينما تدافع بشكل قوي عن حقوق الفلسطينيين وتسعى من أجل تحقيق سلام عادل ودائم. بينما يراقب العالم عن كثب تطورات الوضع، قد يكون للقيادة المصرية في هذه الوساطة دور حاسم في مستقبل المنطقة.

المتوسطي